بعد النجاح الباهر الذي حققه سؤال من ستدعو للعشاء، وجميع النقاشات الممتعة والاستكشافات الرائعة التي نتجت عنه، قررت أن أجعلها مهمتي الشخصية في هذا الكون ألا أتوقف عن طرح الأسئلة العميقة ولن أنسى مشاركتكم إياها طبعاً، استعدوا!
"!When the student is ready, the master appears"
يقال أنه عندما يكون التلميذ جاهزاً، يظهر المعلم!قد يظهر المعلم على هيئة كتاب، أغنية، فيلم، موقف، أو حتى شخص.
في حالتي أنا، قد تكون اجتمعت كل هذه الأشياء لتعليمي درسي الكوني.
لعل معلمي الأول قد جاء بالصدفة -أو لعلها لم تكن صدفة- على هيئة كتاب صوتيThe universe has your back by Gabrielle Bernstein، كان هناك شيء ساحر في سماع الكلمات من صوت الكاتبة نفسها، شيء ما يجعل الكلمات تنبعث للحياة وتصل لروحي بسلاسة.
إن جملة "هذا الكتاب غيّر حياتي" فيها القليل من الدراماتيكية والمبالغة، لكن هذا الكتاب فعل ذلك وأكثر!
فكرة الكتاب بسيطة جداً ولعلها ليست بالجديدة، لكن السر يكمن في طريقة طرحها للفكرة. لقد سمعنا مراراً وتكراراً أن أفكارنا تشكل واقعنا الذي نعيشه، لكن ذلك حقيقةً لم يقنعني يوماً بل وكنت أسخر من تلك الفكرة، فبالنسبة لي كنت أنظر للحياة بنظرة عملية بحتة: أدرس بجد أحصل على العلامة الجيدة، أتمرن بشكل مستمر أكتسب عضلات، أعمل بجد أحصد ثمار جهدي. تقول أيضاً أن كل ما نركز عليه يزداد في حياتنا سواءً سلباً أو إيجاباً.
تتحدث الكاتبة بكل بساطة عن تحويل الخوف للحب، وكيف أن جميع عوائق حياتنا ناتجة عن الخوف بطريقة أو بأخرى. والحب المقصود هنا هو الحب الكوني، التسليم والثقة بالله.
كلما حاولت شرح فكرة الكتاب لأحد أجد نفسي عاجزة حقاً ولا أعرف السبب، هل بسبب شدة بساطة الفكرة يصعب شرحها؟
لكن يمكنني أن ألخص أهم فكرة تعلمتها: أغلب مشاكلنا -أو كلها- تنتج عن عدم سير الأمور كما نريد، رغبتنا بالسيطرة والتحكم بكل شيء حولنا هي سبب معاناتنا وعدم رضانا. التسليم للكون وخالق الكون بتسيير حياتنا كما هو مقدّر لنا، على الأغلب يخبئ الله لنا خطة أجمل وأفضل بكثير من تلك التي وضعناها لأنفسنا!
عندما أعود بذاكرتي للوراء، أجد حقيقة هذه الفكرة فعلاً وأن كل ما يثير قلقي ويزعجني هو عدم مقدرتي على السيطرة على كل ما يحدث حولي. إن التسليم لله لتدبير أمورنا يجعلنا نشعر بالضعف أو قلة الحيلة أحياناً، لكن حقيقة الأمر أن القوة كلها تكمن في ذلك التسليم وراحة البال عندما نؤمن أن أحكم الحكماء وأقوى الأقوياء يدبر أمرنا ويسيّرنا لأفضل مما يمكننا حتى تخيله.
تتحدث الكاتبة أيضاً عن ضرورة السماع لصوتنا الداخلي واتصالنا بأرواحنا، فبدلاً من أن نضيع أوقاتنا في التساؤل -الغير مجدي-: لماذا يحصل معي هذا، يجب أن نسأل ما هو الدرس الذي يريد هذا الحدث أن يعلمني إياه؟
سيتكرر الدرس بطريقة أخرى حتى نتعلم ما يفترض بنا تعلمه، إن الشعور بالأسى والشفقة على الذات ولعب دور الضحية دائماً يمنعنا من فهم الدروس الكونية التي تأتي في طريقنا. مهما كانت صعوبة الدرس الكوني، لم يضعه الله في طريقنا إلا لأنه يعلم مدى مقدرتنا على تجاوزه.
أما الفيلم فكان مقطع من Toy Story 4 عندما اكتشف Buzz صوته الداخلي، وكان يطلب منه المساعدة والتوجيه كلما وقع في مأزق!
وأما الأغنية كانت Hang on little tomato by Pink Martini، ولم تكن مصادفة كذلك أن فكرة الأغنية الأساسية هي كيف أن شخص ما قد أسدى نصيحة بأن تتشبث وتستمع لصوتك الداخلي عندما تشتد المعاناة وأن تنظر للسماء لأن شيئاً رائعاً قادم في الطريق إليك، وأن الأيام السيئة تصنع النسخة الأجمل من روحك!
السؤال الجديد الذي قمت بإدخاله لقائمة أسئلتي المفضلة: "ما هو الحدث الذي تعتبره غيّر حبكة قصة حياتك؟"
"What is the plot twisting event of your life?"
عند إجابتكم على هذا السؤال فكروا كم مرة حدث شيء عكس مخططاتكم وأمنياتكم لكن تبين لكم بعدها أن ذلك ترتب عليه شيء أجمل بكثير؟ وكم من مرة شكرتم الله على عدم حدوث ما تمنيتم حدوثه؟
العوائق هي إعادة توجيه للطريق الصحيح، عندما لا يحدث ما تتمنوه، توقعوا المعجزات!