الاثنين، 1 مايو 2017

الانتقائية متعة عظيمة!



الانتقائية متعة عظيمة!


تصنف الانتقائية حسب الاعتقاد السائد بأنها من الطباع الصعبة بل وأنها تعتبر سلبية تشوب صاحبها. وقد كنت أتلقى هذا التعليق كثيراً طوال حياتي. فأنا لا آكل اللحم مثلاً ولا أشاهد أفلام الرعب والآكشن وأكره المآسي. وقد كنت أظن بأنه فاتني الكثير بسبب انتقائيتي وأنها قد قيدت حياتي بطريقة أو أخرى كما أنني كنت ألوم نفسي لأنني من وضع هذه القيود وبالتالي حرمت نفسي من متع كثيرة.
أما الآن وقد بدأت – ولم أصل بعد- لمرحلة التصالح مع ذاتي وتقبل نفسي بكل ما فيها من طباع، فقد أصبحت أنظر للانتقائية بأنها نوع من الذائقة. الذائقة الصعبة ما هي إلا شكل آخر للاختيار. فأنا أختار ما يطرب سمعي مثلاً، مما يجعل أذني انتقائية مكونةً بذلك ذوقي الخاص. واكتشفت مؤخراً أن الذائقة الصعبة ترفع من مستوى المتعة. فلكما زادت الانتقائية زادت المتعة في اكتشاف ما يرقى لمستوى تلك الذائقة.
على عكس ما يعتقد البعض فالانتقائية ليست عائق ضد التنويع على الاطلاق، فأنا أحب أن أفكر بها كـ "فلتر" يستقبل جميع ما يمر عليه ويصفي الجيد من الرديء بحسب معايير الشخص الخاصة به. وقد يكتشف الانسان أشياء جديدة تعجبه قد لا تكون بالضرورة مما كان يستسيغه من قبل. فالذائقة تتطور وتتغير مع الوقت والنضج.
كلما عرف الانسان نفسه كلما زادت فرصه في اكتشاف ما يرضي ذائقته، عندها تتحول جميع أمور الحياة إلى متع. فعندما يحدد مثلاً ما يحب أن يقرأ عندها سيقرأ الكتب التي تعجبه بمستوى عالي من اللذة والشغف بعكس من يقرأ شيئاً لمجرد فعل القراءة بحد ذاته.

الانتقائية تسبب حالة طرب للروح ونشوة للعقل، وهذه هي السعادة الحقيقية!  



الأحد، 2 أبريل 2017

Serendipity!

Instead of worrying about what you cannot control, shift your energy to what you can create.”
Roy T. Bennett


كنت قد توقفت عن التدوين لفترة بحجة عدم تفرغي للكتابة وعدم صفاء ذهني حتى استوقفتني هذه العبارة وألهمتني لأن أعود وأكتب.

إني من حزب المؤمنين بالصدف وبالأحداث التاريخية التي تقلب الحياة رأساً على عقب. وأنا لا أتحدث هنا عن الصدفة بمفهومها العادي، إنني أعني الصدفة التي تتكون من سلسلة من الأحداث الغير متوقعة والتي تؤدي لنتيجة سعيدة ومفيدة. إن أهم عنصر في الصدفة هو عدم التوقع. فهل من السذاجة الإيمان بالحظ والظروف عوضاً عن الأسباب والنتائج؟ وهل نتحكم بجميع الأسباب التي تحدث حولنا؟
هناك صدف أكبر من أن تكون محض صدفة تجعلنا نظن بأن هناك خيطاً خفياً يربطنا بصدفة مجهولة قد نمسك به يوماً أو نمر به مروراً عابراً و نقطعه للأسف دون أن نراه!



Instructions for living a life.
Pay attention.
Be astonished.
Tell about it.”
Mary Oliver